منتديات الهامل ياســــين
عزيزي الزائر انت الان تتواجد بمنتديات الهامل ياسين ادارة المنتدى تتمنى لك قضاء احسن الاوقات وشكرا لك على اختيارك لهدا المنتدى
منتديات الهامل ياســــين
عزيزي الزائر انت الان تتواجد بمنتديات الهامل ياسين ادارة المنتدى تتمنى لك قضاء احسن الاوقات وشكرا لك على اختيارك لهدا المنتدى
منتديات الهامل ياســــين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الهامل ياســــين


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 نزول القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 118
نقاط : 443
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 32
الموقع : www.elhamel1.tk

نزول القرآن Empty
مُساهمةموضوع: نزول القرآن   نزول القرآن Icon_minitime2011-03-28, 09:15

نزول القرآن

( 35 )


نزل القرآن بأرقى صور الوحي ، وتأريخ نزوله يمثل تأريخ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو تأريخ يستغرق ثلاثة وعشرين عاما (1) .
هذه الحقبة الذهبية هي تأريخ الرسالة المحمدية في عصر صاحب الرسالة ، والعناية بها منبثقة عن عناية الوحي بصاحبها ، وبتواجده معه ، يحمله العبء حينا ، ويلقي له بالمسؤولية حينا آخر ، ويتناول عليه بآيات الله بين هذا وذاك .
وكان نزول القرآن مدرجا ، وتفريقه منجما ، مما أجمعت عليه الأمة ، وصحت به الآثار الاستقرائية ، استجابة للضرورة الملحة ، واقتضاء للحكمة الفذة في تعاقب التعليمات الإلهية ، يسرا ومرونة واستيعابا .
والذي يهمنا في هذه المرحلة ، عطاؤها الإنساني في ضبط النص القرآني ، ودقة أصوله ووصوله من ينابيعه الأولى ، وهو موضوع البحث .
يكاد أن يتوافر لنا اقتناع نطمئن إليه بأن أوائل سورة العلق : هو أول ما نزل من القرآن .
ومنشأ هذا الاقتناع تأريخي وعقلي ، أما التأريخي فمصدره إجماع
____________
(1) هنالك عدة أقوال في مدة نزول القرآن ؛ فقيل : عشرون ، أو ثلاث وعشرون ، أو خمس وعشرون سنة . وهو مبني على الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد النبوة ؛ فقيل عشر سنوات ، وقيل ثلاث عشرة ، وقيل خمس عشرة سنة . ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة إنها عشر . ( ظ : الزركشي : 1 | 232 ) فإذا علمنا أنه صلى الله عليه وآله وسلم أوحي إليه وهو ابن أربعين سنة ، وتوفي وعمره ثلاث وستون سنة ، ترجح أن تكون مدة الوحي ثلاثة وعشرين عاما .

( 36 )


المفسرين تقريبا ، ورواة الأثر ، وأساطين علوم القرآن (1) .
وأما العقلي ، فالقرآن أنزل على أمي لا عهد له بالقراءة ، ليبلغه إلى أميين لا عهد لهم بالتعلم ، فكان أول طوق يجب أن يكسر ، وأول حاجز يجب أن يتجاوز . هو الجمود الفكري ، والتقوقع على الأوهام ، وما سبيل ذلك إلا الافتتاح بما يتناسب مع هذه الثورة ، وقد كان ذلك بداية للرسالة بهذه الآيات ( بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ) (2) .
إنها الدعوة الفطرية إلىالعلم والإيمان بوقت واحد ، والبداية الطبيعة لملهم هذا العلم ، ورائد وسيلة التعلم ، فهو إرهاص بإيمان سيشع ، وإشعار بإفاضات ستنتشر ، مصدرها الخالق ، وأداتها القلم ، لارتياد المجهول ، واكتشاف المكنون ، والقرآن كتاب هداية وعلم .
فلا ضير أن تكون أوائل العلق أول ما نزل ، وسياقها القرآني لا يمنع من نزولها دفعة واحدة ، لا سيما إذا وجدنا نصا في أثر ، أو رواية من ثقة .
وأما ما حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره ، وأخرجه الواحدي عن عكرمة والحسن ، والضحاك عن ابن عباس : من أن أول ما نزل من القرآن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) (3) فلا ريب فيه ، ولا غبار عليه : « فإنه من ضرورة نزول السورة نزول البسملة معها ، فهي أول آية نزلت على الإطلاق » (4) .
وبدأت مسيرة الوحي تلقي بثقلها على عاتق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وفتح محمد صلى الله عليه وآله وسلم للنداء السماوي ، ( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) (5) ذراعا وقلبا وتأريخا . وهذا القول ثقيل بمبناه ومعناه ، فهبوطه من سماء العزة ، وساحة الكبرياء والعظمة يوحي بثقله في الميزان ، وتسييره للحياة العامة بشؤونها
____________
(1) ظ : البخاري ، الصحيح : 1 | 5 + الباقلاني ، نكت الانتصار : 88 + الطبرسي ، مجمع البيان : 5 | 514 + الزركشي ، البرهان : 1 | 206 + السيوطي ، الاتقان : 1 | 68 وما بعدها .
(2) العلق : 1 ـ 5 .
(3) السيوطي ، الاتقان : 1 | 71 .
(4) المصدر نفسه : 1 | 71 .
(5) المزمل : 5 .

( 37 )


المتعددة يوحي بكونه عبئا ثقيلا في التشريع والتنفيذ وإدارة الكون والعالم .
إن تلقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذا القول يعني النهوض بما تتطلبه الرسالة من جهد وعناء وصبر ، ونهوضه بذلك يعني تحمله لهذا الثقل في الإلقاء والإنزال والتبليغ والإعداد .
ونزل القرآن منجما : الآية والآيتين والثلاث والأربع ، وورد نزول الآيات خمسا وعشرا وأكثر من ذلك وأقل ، كما صح نزول سور كاملة (1) .
ونزل القرآن في شهر رمضان المبارك : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ) (2) وفي ليلة مباركة فيه ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) (3) وحملت الليلة المباركة على ليلة القدر : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) (4) هكذا صرح القرآن .
واختلف في هذا الإنزال كلا أو جزءا ، جملة أو نجوما ، دفعة أو دفعات ، إلى السماء الدنيا تارة ، وعلى قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم تارة أخرى (5) .
وأورد الطبرسي جملة الأقوال في ذلك :
أ ـ إن الله أنزل جميع القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، ثم أنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك نجوما . وهو رأي ابن عباس .
ب ـ إنه ابتدأ إنزاله في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة ، « وبه قال الشعبي » (6) .
____________
(1) ظ : السيوطي ، الاتقان : 1 | 124 وما بعدها .
(2) البقرة : 185 .
(3) الدخان : 3 .
(4) القدر : 1 .
(5) ظ : تفصيل هذه الآراء والروايات الكثيفة في : أبو شامه ، المرشد الوجيز : 11 وما بعدها + الزركشي ، البرهان : 1 | 230 وما بعدها + السيوطي ، الاتقان : 1 | 118 + البيهقي ، الأسماء والصفات : 236 .
(6) ظ : السيوطي ، الاتقان 1 | 118 .

( 38 )


ج ـ إنه كان ينزل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ما يحتاج إليه في تلك السنة جملة واحدة ، ثم ينزل على مواقع النجوم إرسالا في الشهور والأيام . وهو رأي إبن عباس (1) .
إلا أن ظاهر الآيات : أنزل القرآن جملة ، ويؤيده التعبير بالإنزال الظاهر في اعتبار الدفعة ، دون التنزيل الظاهر في التدرج ، فمدلول الآيات أن للقرآن نزولا جمليا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير نزوله التدريجي الذي تم في ثلاث وعشرين سنة (2) .
لقد أكد هذا المعنى من ذي قبل إبن عباس بقوله : « إنه أنزل في رمضان ، وفي ليلة القدر ، وفي ليلة مباركة ، جملة واحدة ، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام » (3) .
ومهما يكن من أمر ، فلا ريب بنزوله مفرقا أو منجما ، ليثبت إعجازه في كل اللحظات ، ولينضح بتعليماته بشتى الظروف ، في حين يعترض فيه الكفرة على هذا النزول : ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) (4) .
ولكن الرد كان حاسما ، لأن الوحي إذا تجدد في كل حادثة ، كان اقوى للعزم ، وأثبت للفؤاد ، وأدعى للحفظ والاستظهار ، وأشد عناية بالمرسل إليه فلا يغيب عنه إلا ويهبط عليه ، ولا يودعه حتى يستقبله ، وذلك يستلزم كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به ، وبما معه من الرسالة ، وهو مضافا إلى العطاء الروحي ، ذو عطاء نفسي تهذيبي بالنسبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم « ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبرئيل عليه السلام عليه فيه » (5) .
____________
(1) ظ : الطبرسي ، مجمع البيان : 1 | 276 .
(2) ظ : الطباطبائي ، الميزان : 20 | 330 .
(3) البيهقي ، كتاب الأسماء والصفات : 236 .
(4) الفرقان : 32 .
(5) ظ : أبو شامة ، المرشد الوجيز : 28 .

( 39 )


وناهيك في أسرار تعدد النزول حكمة ويقينا واستمرارا لجدة القرآن ، وحضوره في زخمة الأحداث ، وتجدد الوقائع ، وطبيعة الرسالة المتدرجة في تعاليمها من الأسهل إلى السهل ، ومن السهل إلى الصعب ، ومن الكليات العامة إلى التفصيلات الجزئية .
والوحي ينظر إلى الناس باعتبارهم الهدف الرئيسي من تنزيل القرآن ، قصد هدايتهم ، ورجاء إثابتهم إلى الحق ، فاهتم بهذا العنصر في سبب النزول مفرقا ، وصرح بذلك سبحانه وتعالى :
( وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) (1) .
1 ـ وقد أفاض القدامى من العلماء والمفسرين في أسرار التنجيم في النزول ، استفادوا قسما منها من القرآن ، واجتهدوا في القسم الآخر ، فمن الأول تيسير حفظ القرآن ، وتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعرفة الناسخ من المنسوخ ، والإجابة عن أسئلة السائلين (2) .
ومن الثاني كون القرآن أنزل وهو غير مكتوب على نبي أمي ، كما حكي ذلك عن أبي بكر بن فورك ( ت : 406 هـ ) (3) .
وقد لاحظ باحث معاصر أن القدامى قد أدركوا حكمتين في ذلك هما : تجاوب الوحي مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وتجاوبه مع المؤمنين (4) .
2 ـ وإذا كان ما فهمه القدامى ـ كما يدعى ـ يقف عند هذا الحد ، فلا ينبغي عند الباحثين المحدثين أن يقف عند حدود معينة ، وعليهم الإمعان والإيغال في الاستنتاج . وإن كان كل ما تقدم هو الصحيح ، ولكن لا مانع أن يضاف إليه بأن القرآن الكريم ـ كما يبدو من منهجيته الاستقرائية ـ يريد كتابة التأريخ الإنساني ، بكل ما في هذا التأريخ من مفارقات وأحداث ونوازع وتطورات ، والتأريخ إنما يكتب في جزئياته ، ومن ضم
____________
(1) الإسراء : 106 .
(2) ظ : السيوطي ، الاتقان : 1 | 85 ـ 121 + أبو شامة : 28 .
(3) ظ : الزركشي : 1 | 231 .
(4) ظ : صبحي الصالح ، مباحث في علوم القرآن : 52 .

( 40 )


هذه الجزئيات بعضها لبعض يتكون التأريخ بمظاهره الماضية وتطلعاته الحالية ، لإنارة المستقبل وإضاءة درب السالكين ، والتأريخ لا يتألف جملة واحدة ، وإنما ينجم موضوعات وصورا ومشاهد ، ومن مجموعها يتشكل الأثر البارز لسمة من السمات ، والقرآن إنما يعني بتأريخ الأمم والإيمان ، والشعوب والهداية ، فهما رمزان متلازمان ، تنحصر عليه ذكر أحدهما بالآخر ، حصرا عضويا ترى فيه الكون وقضية التوحيد يشكلان خطوطا رئيسية تنبثق منها حيثيات فرعية في النبوة والرسالة وعوالم الحياة .
3 ـ والرسالة المحمدية إحدى سنن الكون البنائية ، وكما تقتضي سنن الكون التدرج ، فهي تقتضي التدرج كما اقتضتها ابتداء بخلق السماوات والأرض والأفلاك وما فيهن وما بينهن ، وانتهاء بخلق الإنسان وحياته وأطواره ونشوئه ومماته وتلاشيه وإعادته حيا ، وإثابته أو عقابه .
والسنن الطبيعية في الحياة تلتقي بالسنن الروحية في القرآن ، فمصدرهما واحد ، وهو تلك القوة الخلاقة المبدعة المدبرة ، وهي كما تستطيع أن تحكم الأمر فجأة كلمح البصر ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر ) (1) فهي كذلك تستمهل وتتدرج وفقا لمصالح الكون ، وتنظيما لشؤون الحياة ، وكان التدرج في نزول القرآن من هذا الباب .
4 ـ وما التدرج في نزول القرآن ، إلا دليل من أدلة إعجازه البيانية ، فما نزل منه لم يكن بادىء الأمر إلا سورا قصيرة وآيات متناثرة تناثر النجوم ، وهو بهذا القدر الضئيل ينادي بالتحدي ، فدل على إعجازه في ذاته مع محاولة تقليده ومضاهاته ، سواء أكان جزءا أم كلا . فقليله معجز ، وكثيره معجز ، ولقد وقع هذا التحدي في مكة على هذا القليل فما نالوه ، ووقع في المدينة وهو متكامل بنفس المنظور ، وبناء على هذا التأسيس فقد كان التدرج في النزول مصاحبا لعملية الإعجاز ، ودليلا من أدلتها الناطقة ، وهو بعد مشعل هداية في السعي والعمل والمثابرة .
____________
(1) القمر : 50 .

( 41 )


5 ـ وهناك ملحظ جدير بالأهمية في هذا النزول التدريجي ، هو إحكام الأمر ، وإبرام العقد ، وهذا الإحكام وذلك الإبرام يتمثل بعملية صياغة النفوس في إطار جديد ، فهي على قرب عهد من الجاهلية بأعرافها ومفاهيمها وأخطائها ، والنقلة الفورية ليست خطوة عملية في التغيير الاجتماعي الذي أرادته رسالة القرآن ، فمن عزم الأمور ـ إذن ـ أن تستجيب النفوس لهذا التغيير الجذري ، ولكن لا على أساس المفاجأة الخطرة ، التي قد تولد ردة فعل مضادة ، تطوح بكل شيء ، بل تقليص القيم القديمة شيئا فشيئا ، وتضييعها جزءا فجزءا ، لتتلاشى في نهاية المطاف ، وتختفي عن صرح الاجتماع . وخير دليل على ذلك مسألة تحريم الخمرة ، إذ ارتبطت بالعرب أدبيا واجتماعيا ونفسيا واقتصاديا ، وهي جوانب متعددة ، أباحت هذا الإدمان المستحكم عند العرب ، فلو حرمت دفعة واحدة ، لكفر بهذا التحريم ، ولضاعت فرصة التغيير الاجتماعي ، ولكن الوحي تلبث وترصد وتأنى ، فجاء بالأمر في خطوات متعاقبة شملت بيان المنافع والمضار والمآثم ، وتدرجت إلى النهي عن اقتراب الصلاة وأنتم سكارى ، وانتهت إلى التحريم : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ... ) (1) .
6 ـ ولنقف بهذا الجانب الحساس والمؤثر على صلب الموضوع من بدايته ، قبل النظر في التطبيق .
كانت الجزيرة العربية بعامة ، ومكة المكرمة بخاصة ، تتجاذبهما عقائد شتى ، فالصابئة لها طقوسها المختلطة من ابتداعات وشعائر ترتبط بالكواكب وتأثيرها على الأحداث الأرضية (2) . وما امتزج عن عاداتهم في مذاهب قريش في الوثنية وعبادة الملائكة ، ومراسم الحج .
والمسيحية ، وما صاحب مبادئها من تحريف مزدوج ، وتغيير مفاجىء ، فبدل التسامح الديني الذي اشتهرت به تعاليم السيد المسيح ،
____________
(1) المائدة : 90 .
(2) ظ : جزءا من عقائد الصابئة ، محمد عبدالله دراز ، مدخل إلى القرآن الكريم : 132 وما بعدها .

( 42 )


والزهد في الحياة بكل مظاهرها ، استخدم المسيحيون في إرساء شهوائهم كل وسائل العبث والترف والقسوة ، فمن عزلة مصطنعة إلى تزمت مفتعل ، ومن تثليث لا يستقيم إلى وثنية مستهجنة ، ومن تمسك باللاهوت إلى ابتزاز للحرية ، كل ذلك يتراصف نماؤه بين أوهام موروثة ، وخرافات مستجدة .
واليهودية ، بما كان يكتنفها من غموض في ستر العلم وتحريف للكلم عن مواضعه ، واستيعاب لاستحصال المال ، وجمع الثروة عن طريق الخيانة والربا والاحتكار .
والحنفية ، وهي أسلم الأديان آنذاك عن الدس والتحريف الكبيرين ، فقد أدخل عليها مع ذلك تزييف في بعض الوقائع ، ومغالطة في طقوس الحج ومتابعة الوثنية ، وارتباط قسم من العرب بها على أساس من التعصب للأخطاء الموروثة في تأليه الملائكة وتأنيثها ، وعبادة الأصنام وتقديسها ، ورؤية الشمس والقمر والكواكب بمنظار الأرباب .
والجاهلية ، وأرجاسها في الوأد ، والبغاء ، والريا ، والزنا ، وقتل الأولاد خشية الفقر ، وأكل التراث وحب المال ، ووراثة النساء كرها بما صرح به القرآن في آيات عديدة ، ومواضع كثيرة من سوره (1) .
ألا يتناسب مع هذا الخليط العجيب من الديانات المحرفة ، وتعدد الآلهة ، أن يبدأ الوحي بنداء التوحيد لأول مرة ، وقد كان ذلك كذلك ، فاستنقذ الناس من عبودية الفكر ، واسترقاق النفوس ، واتجه بها إلى عبادة الله الواحد القهار ، وهي عبادة تجمع إلى راحة الضمير ، صدق العبودية دون إذلال ، وصحة الاعتقاد دون انحراف ، ابتعادا عن الخرافات والأساطير والمتاهات .
وكان من الجدير بعد هذه الاستجابة ، أن يتم تشريع الصلاة ، لأنها تتضمن التوحيد والعبادة بوقت واحد .
وحينما اتجهت القلوب لله بدأ تطهير النفوس بالخلق والأدب والصفاء
____________
(1) ظ : على سبيل المثال ، العادات الجاهلية كما يصورها القرآن : النساء 19 ، 20 ، 21 ، 22 ، 23 ، 38 ، 127 + الأنعام : 140 + النور : 33 + الفجر : 17 ، 18 ، 19 ، 20 .


( 43 )


الروحي والإيثار ، وكان كذلك منطق الوحي بتعليماته ، الواحدة تلو الأخرى .
7 ـ واشتد الأذى بالمسلمين ، فكانت قصص الغابرين إيذانا بحرب نفسية ، فما هم عنها ببعيد : ( وأنه أهلك عادا الأولى * وثمودا فما أبقى * ) (1) .
وكانت أحاديث الأنبياء مع أممهم ، واستقراء أحوالهم في العذاب ، نذيرا بما قد يصيب العرب نتيجة التكذيب ، والأمور تقاس بأضرابها : ( كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر * إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر * تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر * ) (2) .
وهكذا الحال في كل من قوله تعالى :
( كذبت ثمود بالنذر * ) .
( كذبت قوم لوط بالنذر * ) .
( ولقد جاء ءال فرعون النذر * ) (3) .
وهي مؤشرات إنذارية في آيات من سورة واحدة ، فكيف بك في السور المكية كافة .
وقد ذكرت قريش بعذاب الاستئصال في الفترة المكية ، وكان ذلك مجالا رحبا من مجالات الوحي في هذه الحقبة العصيبة ، فثاب من ثاب إلى رشد ، وتجبر من تجبر في ضلال ، وأمثلة عديدة متوافرة ، ومن نماذجه قوله تعالى ( أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لأيات أفلا يسمعون * ) (4) .
وهكذا الإشارة إلى مجموعة الأمم المكذبة ، وقد مزقوا كل ممزق ، كما في قوله تعالى : ( ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون * ) (5) .
____________
(1) النجم : 50 ـ 51 .
(2) القمر : 18 ـ 20 .
(3) على التوالي : سورة القمر : 23 ، 33 ، 41 .
(4) السجدة : 26 .
(5) المؤمنون : 44 .




وما قصة نوح عليه السلام مع قومه ، وموسى عليه السلام مع آل فرعون ، وصالح عليه السلام وشعيب عليه السلام وهود عليه السلام إلا مؤشرات فيما سبق .
8 ـ وقد تناسق بشكل متقن عجيب استقراء اليوم الآخر ، والتذكير بأهواله ومظاهره ، والتحذيرمن عذابه وكوارثه ، والتصريح بفناء الأعراض وذهابها ، وتلاشي العوالم ونهايتها ، وصفة الجنة والنار ، وحال المؤمنين والكافرين ، وقد مثل ذلك بسور فضلا عن الآيات ، وبمجموعة مكية منها زيادة عن المتفرقات ، وما سورة الرحمن والواقعة ، والحاقة ، والمعارج ، والمدثر ، والقيامة ، والمرسلات ، والنبأ ، والنازعات ، والتكوير ، والانفطار ، والمطففين ، والانشقاق ، والطارق ، والغاشية ، والبلد ، والقارعة ، والتكاثر ، وغير ذلك إلا معالم في هذا الطريق مضافا إلى مئات الآيات الأخرى المتناثرة نجوما في معظم السور المكية .
9 ـ وزيادة على التشريع المناسب في المدينة المنورة ، وإقرار الأحكام ، وتوالي الفروض ، والدعوة إلى الجهاد ، وتصنيف معالم القتال ، وتحديد سهام الحقوق ، فقد عانت المدينة من ظاهرة النفاق متسترة بالدين تارة ، ومتأطرة بسبيل أهل الكتاب تارة أخرى ، فقد تعدد مكرهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعظم وقعهم على المسلمين ، فكانوا رأس كل فتنة ، وأصل كل سوءة ، فالدسائس تحاك ، والأراجيف تروج ، والأباطيل تلوكها الألسن ، فما كان من القرآن إلا أن تعقبهم بالتي هي أحسن تارة ، وبالإنذار تارة أخرى ، وبالتقريع والتوبيخ غيرهما ، فكان الوعيد على أشده ، والإغراء بهم على وشك الوقوع ، وقد عالج القرآن مشكلتهم ، وسلط الأضواء على تحركاتهم ، وتربصهم الدوائر بالإسلام ، وصور حالتهم النفسية والخلقية الجماعية والفردية ، وأبان واقعهم الدنيوي ومآلهم الأخروي ، وقد جاء ذلك متراصفا في سور عديدة ، لمعالجة كل حال بإزائها ، فكانت سورة البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنفال ، والتوبة ، والعنكبوت ، والأحزاب ، والفتح ، والحديد ، والحشر ، والمنافقون ، والتحريم ، ميادين فارهة في تعقيب ظاهرة النفاق ، وحقيقة المنافقين ، فكان ذلك سمة لهم لا تبلى .
ولا نريد أن نطيل أكثر فأكثر في هذا الجانب وسواه فهو بديهي

( 45 )


لاستكمال الرسالة وضرورة تطبيقها ، ومواكبة الوحي لهذه الأحداث والأزمات والمؤشرات دليل على أصالة هذا المنهج المتناسب تأريخيا وزمنيا مع مرحلية الظروف .
10 ـ وهناك العلاقة الثنائية بين الوحي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهناك التجاوب المطلق بينهما ، وكان تحقق ذلك في التدرج بالنزول ، وكانت الأزمات وهي تحاول أن تعصف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تضرب فجأة بإرادة الوحي الإلهي ، فهو إلى جنبه ، يشد عزمه ، ويقوي أسره ، ويسلّيه تارة ، ويعزيه تارة أخرى ، ويصبره ويؤسيه ، فيما يقتص له من الأنباء ، وما يورده من الصبر ، وما يحدده من الأحكام ، مفرقا بين الحق الثابت الرصين ، والباطل المتزعزع الواهن ، وفي ذلك تثبيت له على المثل ، وتحريض له على المثابرة ، وإعلام له بالنصر ، لأنها سنة الله مع رسله وأنبيائه .
وهناك أسئلة تتطلب الإجابة المحددة . وحوادث تستدعي القول الفصل ، ولا يضمن هذا إلا الوحي فيما ينزل به ، فقد سألوه عن الخمر والميسر ، وسألوه عن المحيض ، وسألوه عن القتال في الأشهر الحرم ، وسألوه عن الأهلة ، وسألوه عن الساعة ، وسألوه عن الروح ، وسألوه عن الأنفال ، وسألوه عن الجبال ، وسألوه عن ذي القرنين .. وهكذا ، فتصدر الوحي للإجابة الفاصلة ...
واستفتوه في النساء ، واستفتوه في الكلالة ، فأفتاهم الوحي عن الله . ووقع الظهار ، والايلاء ، وحادثة الإفك وغنموا في الحرب ، وحصل الزنا ، ونزلت السرقة ، وبدأ القتل العمد والقتل الخطأ ، وهي حوادث متعددة ، وقد نزلت أحكامها المتعددة ، وهكذا .
إن الإحصاء الدقيق لهذه الجزئيات قد لا ينتهي إلا بصفحات كبيرة لا يتسع لها هذا البحث ، وفيما أشرنا له غنية في التمثيل التطبيقي .
11 ـ وهناك ملحظ جدير بالأهمية في الوحي التدريجي ، يعود إلى التنزيل نفسه ، ليحكم فيه ناحيتين :
الأولى : أنه ليس من كلام البشر ، وإنما هو من كلام الله وحده ، وذلك أن هذه المراحل المتعددة التي مر فيها ، لم يحصل فيه تفاوت في

( 46 )


الأسلوب البياني ، فهو في الأول نفسه في الوسط والآخر ، ومع كثرة الأحداث وتعدد المسؤوليات في بيان الأحكام ، وتدارك النوازل ، واستيعاب المشكلات ، لم يبد فيه ـ ولو مرة واحدة ـ أي اختلاف وتناقض ، ولو كان من كلام البشر ، لحصل فيه التفاوت والتناقض معا ، وصدق الله تعالى حيث يقول : ( ولو كان من عند غير الله لوجودوا فيه اختلافا كثيرا ) (1) .
الثانية : أن قليل هذا التنزيل وكثيره ، هو الدليل المتعاقب ـ مرة بعد مرة ـ على نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأن مراعاة المناسبة ، والعقل في الأمر الجلل ، والتحدث عن الغيب المطلق ، كل ذلك بتحديد قاطع ، وحجة لا تقبل جدلا ، لا يمكن أن يكون إلا من قبل الله تعالى ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمي يفقد أدنى ما يمكن أن يتمتع به غيره من الناس الاعتياديين في القراءة والكتابة ، فكيف إذن بمسائل التشريع ، وأخبار الغيب ، وقضايا الساعة ، ومختلف الأحكام ، ولم يسبق له أن مارس قبل بعثته أي نوع من أنواع الثقافة والمعرفة ، التي تتناسب مع هذا العطاء المتواصل من الوحي ، وفي هذه القضية الخارجة عن مقدرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تأكيد لقوله تعالى : ( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين ) (2) .

***


وكان نتيجة هذا التدرج في النزول أن استوعب نزول القرآن الكريم حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الرسالة ، وكانت رسالته قد اتخذت مرحلتين : مرحلة الفترة المكية قبل الهجرة ، ومرحلة الفترة المدنية بعد الهجرة ؛ وفي هذا الضوء اقتضى أن ينقسم القرآن الكريم الى مرحلتين تبعا لمرحلتي الرسالة ، لاستمراره بالنزول فيهما ، وهما المرحلة المكية ، والمرحلة المدنية ، وهو تقسيم روعي فيه النظر إلى الزمان والمكان ، وللباحثين فيه ثلاثة إصطلاحات :
____________
(1) النساء : 82 .
(2) الحاقة : 44 ـ 47 .

( 47 )


1 ـ أن المكي ما نزل بمكة ، والمدني ما نزل المدينة .
2 ـ أن المكي ما نزل قبل الهجرة ، والمدني ما نزل بعد الهجرة .
3 ـ أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة ، والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة (1) .
ولكل من هذه الاصطلاحات مبررها التأريخي ، فالقول الأول ينظر إلى مكان النزول دون الالتفات إلى حدث الهجرة ، فالمكي ما نزل في مكة وإن كان بعد الهجرة ، والمدني ما نزل بالمدينة لا خارج حدودها ، فالمكان جزء من التأريخ في عملية التحديد .
والقول الثاني ، وهو المشهور ، ينظر إلى الزمان من خلال حدث الهجرة ، والزمان جزء من التاريخ ، وإن لم يكن التأريخ بعينه ، فما نزل قبل الهجرة فمكي ، وما نزل بعد الهجرة فمدني .
والقول الثالث ، ينظر إلى الأشخاص ، فما وقع خطابا لأهل مكة فهو مكي بحكم من نزل بين ظهرانيهم ، وما وقع خطابا لأهل المدينة فهو مدني بلمح من نزل فيهم ، والأشخاص عنصر التأريخ ومادته الأولى .
إلا أن المشهور بين العلماء والمفسرين ، وهو الرأي الثاني لاعتبار الهجرة هي الحدث الفصل في تأريخ الرسالة الإسلامية ، فالمكي ما نزل قبلها ، وإن خوطب به أهل المدينة ، وإن نزل حواليها كالمنزل بمنى وعرفات والجحفة مثلا ، أو خارجها كالمنزل في الطائف أو بيت المقدس ، بل وإن كان حكمه مدنيا .
والمدني ما نزل بعد الهجرة ، وإن خوطب به أهل مكة ، وإن نزل حواليها كالمنزل ببدر وأحد وسلع مثلا ، أو خارجها كالمنزل في الحديبية أو في مكة في حجة الوداع ، بل وإن كان حكمه مكيا .
والحق أن علمائنا القدامى قد عنوا في هذا الجانب عناية فائقة ، تتناسب مع جلال القرآن وعظمته ، واعتبروا علم نزول القرآن زمانيا ومكانيا
____________
(1) ظ : الزركشي ، البرهان : 1 | 187 .

( 48 )


من أشرف علوم القرآن ، حتى ذهبوا إلىأن من لم يعرف مواطن النزول وأماكنه وأزمنته ، ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله .
قال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري ( ت : 406 هـ ) :
« من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة ابتداء ووسطا وانتهاء ، وترتيب ما نزل بالمدينة كذلك ، ثم ما نزل بمكة وحكمه مدني ، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي ، وما نزل بمكة من أهل المدينة ، وما نزل بالمدينة من أهل مكة ، ثم ما يشبه نزول المكي في المدني ، وما يشبه نزول المدني في المكي ، ما ثم ما نزل بالجحفة ، وما نزل ببيت المقدس ، وما نزل بالطائف ، وما نزل بالحديبية ، ثما ما نزل ليلا ، وما نزل نهارا ، وما نزل مشيعا ، وما نزل مفردا ، ثم الآيات المدنيات في السور المكية ، والآيات المكية في السور المدنية ، ثم ما حمل من مكة إلى المدينة ، وما حمل من المدينة إلى مكة ، وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة ، ثم ما نزل مفسرا ، وما نزل مرموزا ، ثم ما اختلفوا فيه [ فقال بعضهم : مكي ] وقل بعضهم : مدني . هذه خمسة وعشرون وجها ، من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله » (1) .
والحق أن ابن حبيب النيسابوري قد نبه إلى جزئيات وحيثيات مهمة ، مضافا إلى تقسيمه المكي ، ومثله المدني ، إلى مراحل : أولية ، ووسطية ، ونهائية ، وهي تقديرات تعنى بالتأريخ الدقيق لنزول سور القرآن وآياته ، وكأنه بهذا قد فتح الطريق أمام المستشرقين للخوض في هذه التفصيلات في محاولة لترتيب القرآن زمنيا ، ووصف كل ما يتعلق بمراحل نزول الوحي القرآني ، وقد علقوا على ذلك أهمية كبرى ، وكان المستشرق الألماني الأستاذ تيوردنولدكه ( 1836م ـ 1930م ) من أبرز المقتنعين في هذا المنهج وضرورة استقصائه ، وقد أخضع في ضوئه الحوادث الهامشية في الحروب والمغازي والمراسلات والوقائع لاستنتاجاته العلمية .
____________
(1) الزركشي ، البرهان : 1 | 192 .

( 49 )


وقد سلك في كشف تأريخ السور مسلكا قويما يهدي إلى الحق أحيانا ، فإنه جعل الحروب والغزوات الحادثة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلم تأريخها كحرب بدر والخندق وصلح الحديبية وأشباهها من المدارك لفهم تأريخ ما نزل من القرآن ، وجعل اختلاف لهجة القرآن وأسلوبه الخطابي ، دليلا آخر لتأريخ آياته ، وهو يرتاب في بحثه التحليلي في الروايات والأحاديث وأقوال المفسرين في تأريخ القرآن ، وفي عين الحال يأخذ من مجموعها ما يضيء فكره ، ويرشده على تأريخ السور والآيات ونظمها أحيانا (1) .
وقد ظهرت في أوروبا في منتصف القرن التاسع عشر محاولات لترتيب سور القرآن ، ودراسة مراحله التأريخية ، منها محاولة وليم موير الذي قسم المراحل القرآنية إلى ست ، خمس منها في مكة وسادستها في المدينة . ومنها محاولة ويل التي بدأها سنة 1844 م ، ولم تتخذ صورتها النهائية إلا سنة 1872 ، وقسم في ضوئها المراحل القرآنية إلى أربع : ثلاث في مكة ورابعة في المدينة ، فتابعه على ذلك نولدكه وشفالي ، وتأثر بذلك كل من ، بل وبلاشير (2) .
إلا أن هؤلاء جميعا قد رفضوا الأثر والروايات في تأريخ النزول مما خالفوا به مصدرا رئيسيا من مصادر التعيين في ترتيب النزل ، وذلك عن طريق الجمع بين الروايات وغربلتها ، والأخذ بأوثقها .
وقد أورد ابن حجر عن الإمام علي عليه السلام : أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرجه ابن أبي داود (3) .
وأيد وجود ذلك صاحب الميزان وتحدث عن خصوصياته (4) .
وقد أثبت في « كتاب المباني لنظم المعاني » جدول لهذا الترتيب الزمني (5) .
____________
(1) ظ : المؤلف ، المستشرقون والدراسات القرآنية : 88 وما بعدها .
(2) ظ : صبحي الصالح ، مباحث في علوم القرآن : 176 وانظر مصادره .
(3) ظ : السيوطي ، الاتقان : 1 | 202 + الزنجاني ، تأريخ القرآن : 48 .
(4) ظ : الطباطبائي ، القرآن في الإسلام : 134 ـ 138 .
(5) مقدمتان في علوم القرآن : 14 .

( 50 )


إلا أنه يختلف عن ترتيبه فيما ورد بأصل النسخة المطبوعة في ليبسك ( 1871 ـ 1872م ) ولما أثبته الزنجاني في تقسيمه لجمع الإمام علي عليه السلام للمصحف في سبعة أجزاء (1) .
وإذا صحت هذه الرواية ، فقد فاتنا تأريخ دقيق عن النزول يستند إلى أعظم رواية قد شاهد عصر التنزيل وصاحب مسيرته ، وبذلك يكون الإمام علي عليه السلام أول من حقق في تثبيت نزول القرآن تأريخيا .
وليس أمامنا طريق إلى تعيين تأريخ النزول إلا من جهتين :
الأولى : الرواية الصحيحة الثابتة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أهل البيت عليهم السلام أو الصحابة ( رض ) الذين شاهدوا قرائن الأحوال ، وتتبعوا مسيرة الوحي من بدايته إلى نهايته ، وقد كان جزء من ذلك متوافرا فيما نلمسه من روايات وآثار في كتب التفسير وعلوم القرآن ، من نصوص يوردها الإثبات ويتناقلها الثقات ، وإن كان بعضها لا يخلو من تضارب ، أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد ادعي أنه : « لم يؤمر به ، ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة » (2) .
الثانية : الاستنباط الاجتهادي القائم على أساس أعمال الفكر ، ودراسة الأحداث ، ومعرفة أسباب النزول ، والمقارنة بين الآيات نفسها ، واعتبار القرائن الحالية والمقالية ، والسياق والنظم ، ووحدة السورة الموضوعية ، وما ماثل ذلك أدلة تقريبية على ذلك ، لا سيما فيما لا نص عليه ، فتتعين معرفته عن طريق الأدلة والبراهين والمرجحات فيؤخذ بأقواها حجة ، وأبرمها دليلا ، وهذا ما نشاهده في شأن الآيات والسور المختلف بنزولها الزماني أو المكاني .
وقد استأنس العلماء والمحققون بعلائم وإمارات وخصائص ، تتميز بها كل من السور المكية والمدنية ، ففرقوا بينها على أساس هذا الفهم ، والنظر في ذلك كضوابط قابلة للانطباق في أكثر تجاربها ، إلا أنها ليست حتمية ، ولكنها إمارات غالبة ، لتوافر استثناءات في بعضها .
فمن ضوابط معرفة السور المكية أوردوا ما يلي :
____________
(1) ظ : الزنجاني ، تأريخ القرآن : 69 ما بعدها .
(2) الزركشي ، البرهان : 1 | 191 .

( 51 )



1 ـ كل سورة فيها لفظ ( كلا ) فهي مكية .

2 ـ كل سورة فيها « يا أيها الناس » فهي مكية ، والقاعدة ليست عامة ، فهناك عدة سور مدنية فيها « يا أيها الناس » .
3 ـ كل سورة فيها سجدة فهي مكية .
4 ـ كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية فهي مكية سوى البقرة .
5 ـ كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة .
6 ـ كل سورة فيها حروف التهجي فهي مكية ، إلا البقرة وآل عمران ، وفي الرعد خلاف(1) .
ومن ضوابط السور المدنية أوردوا ما يلي :
1 ـ كل سورة فيها « يا أيها الذين آمنوا » فهي مدنية ، وهناك استثناء لسورة الحج .
2 ـ كل سورة فيها تفاصيل الفرائض والسنن والحدود والأحكام والقوانين فهي مدنية .
3 ـ كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ، سوى العنكبوت .
4 ـ كل سورة فيها إذن بالجهاد ، أو ذكر له ، وبيان لأحكامه ، فهي مدنية .
5 ـ كل سورة فيها محاججة لأهل الكتاب ، ومجادلة لهم ، فهي مدنية (2) .
والحق أن هذه الضوابط يمكن اعتبارها ضوابط استقرائية للأعم الأغلب فيما وقف عليه العلماء من كتاب الله ، وقد يضاف إليها بعض
____________
(1) قارن بين هذه الأقوال وتفصيلها في كل من : الزركشي ، البرهان : 1 | 188 وما بعدها + السيوطي ، الاتقان : 1 | 47 وما بعدها .
(2) قارن بين هذه الأقوال وتفصيلها في كل من : المصدرين السابقين + صبحي الصالح ، مباحث في علوم القرآن : 183 .


( 52 )


الضوابط الأخرى ناظرة في الأسلوب أو العرض أو الموضوع ، أو القصر أو الطول ، أو الشدة أو اللين ، يستضاء بها ويسترشد إلى تمييز المكي من المدني وبالعكس .
وسواء أكانت هذه الضوابط نقلية أم اجتهادية فإن لها استثناءات في حدود ، وتماثلا بين القسيمين في بعض الوجوه . وعليه فلا طريق لنا إلى القطع بالمكي أو المدني ، إلا الرواية الصحيحة الثابتة ، أو الأحداث التأريخية المتناولة لها سورة ما ، وتقتضي التعيين الزماني أو التحديد المكاني ، أو معرفة أسباب النزول بأشخاصه وأماكنه ووقائعه ، لا دواعيه ومماثلاته ولوازمه ، وبذلك يكون التدوين التأريخي لقسيمي القرآن مكية ومدنية ، أمثل ترتيبا ، وأكثر صحة .
على أن تلك الضوابط ـ ولا ننكر أهميتها ـ تشير إلى خصائص قيمة في مسيرة الوحي القرآني من الإجمال إلى التفصيل ، ومن العموميات إلى الجزئيات ، ومن الإشارة إلى التصريح ، وهي بالأخير تنبه إلى الإيمان بالمرحلية الزمانية والمكانية في التشريع والقوانين والأنظمة ، وتبرهن على تطور أساليب الرسالة ومقتضياتها .
وبديهي أن النزول إما أن يكون ابتدائيا ، أو على أثر سؤال أو حادث أو استفتاء ، فما كان منه ابتدائيا فيمكن اعتباره الأصل الأولي في الدين ، والأساس في أركان التشريع العامة ، وحجر الزاوية في تنظيم العالم من قبل الله تفضلا منه وتحننا ورحمة ، وما جاء عقب واقعة فأما أن يكون حكما جديدا لا عهد لهم به ، أو نبأ مجهولا عند السائلين ، أو تفصيلا في حدود وفرائض أجملت من ذي قبل ، وفيه تتجلى حكمة التشريع وبواعث الحكم ، وعنه نشأ علم أسباب النزول ، والعلم بالسبب يورث العلم بالمسبب ، واستفيد منه إنسانية القرآن ، وعالمية دعوته ، وشمولية أحكامه ، لأه العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ويعرف به الناسخ من المنسوخ في بعض الحالات ، وفيه تعيين تأريخي للأحداث ، وتقويم عام للمشكلات ، وطريقه الأمثل هو النقل الصحيح القطعي .
قال الواحدي : « لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية

( 53 )


والسماع ممن شاهدوا التنزيل ، ووقفوا على الأسباب ، وبحثوا عن علمها » (1) .
ويجب الحذر والتحرز تجاه أسباب النزول ، فلا تؤخذ على علاتها ، بل يجب عرضها على القرآن نفسه ، فما وافق القرآن أخذ به ، وما عارض القرآن طرح ، فهناك التناقض الكثير في بعض الروايات ، وهناك القصص الخرافي في جانب منه ، وهناك الإسرائيليات المطولة التي لا يحتملها النص القرآني ، بل وهناك ما لا يوحي بالسبب فيسمى سببا ، وقد يطلق في هذا الضوء السبب على اللازم والمتعلق وهو غير السبب ، وقد يطلق السبب على ما يعتبر من باب الجري وقبيل الانطباق وليسا من الأسباب .
ولو سلمت أسباب النزول من هذه الثغرات ، لكانت خير منار لتتبع كثير من تأريخية النزول على أتم وجه ، وأفضل سبيل للكشف عن كثير من الحالات النفسية ، والقابليات العقلية التي عليها القوم .
إن هذا الجانب غني ببحوث القدامى ، فقد أفاض به كل من الواحدي والزركشي والسيوطي وأضرابهم ، ونقلوا فيه آراء السلف ، ولسنا بحاجة إلى نقدها ولا إلى سردها (2) . والحق أن تعيين أسباب النزول يعين كثيرا على معرفة المكي من المدني في وجه من الوجوه لارتباطه بالأحداث والتأريخ والأشخاص ولكن أغلب ذلك في الآيات لا في السور ، والروايات فيه متضاربه ومتعارضة .
وتأريخية النوزل تقتضي أن نعطي تقسيما للسور المكية والسور المدنية ، وقد سبق أن أفضنا أن لا سبيل لذلك إلا الرواية الثابتة ، وأنى لنا ذلك ، فهناك اختلاف كثير في النقول بهذا الجانب ، وذكر جميع التفصيلات تطويل بغير طائل ، ولكننا سنلقي بالمسؤولية على الزركشي فنثبت ما أثبته .
____________
(1) السيطي ، الاتقان : 1 | 89 .
(2) ظ : تفصيل ذلك في كل من : الواحدي ، أسباب النزول + الزركشي ، البرهان : 1 | 22 ـ 33 + السيوطي ، الاتقان : 1 | 82 ـ 98 .



قال الزركشي (1) :
« أول ما نزل من القرآن بمكة : ( إقرأ باسم ربك ) ، ثم ( ن والقلم ) ، ثم ( يا أيها المزمل ) ، ثم ( يا أيها المدثر ) ، ثم ( تبت يدا أبي لهب ) ثم ( إذا الشمس كورت ) ، ثم ( سبح إسم ربك الأعلى ) ، ثم ( والليل إذا يغشى ) ، ثم ( والفجر ) ، ثم ( والضحى ) ، ثم ( ألم نشرح ) ، ثم ( والعصر ) ، ثم ( والعاديات ) ، ثم ( إنا أعطيناك الكوثر ) ، ثم ( ألهاكم التكاثر ) ، ثم ( أرأيت الذي ) ، ثم ( قل يا أيها الكافرون ) ، ثم ( سورة الفيل ) ، ثم ( الفلق ) ، ثم ( الناس ) ، ثم ( قل هو الله أحد ) ، ثم ( والنجم إذا هوى ) ، ثم ( عبس وتولى ) ، ثم ( إنا أنزلناه ) ، ثم ( والشمس وضحاها ) ، ثم ( والسماء ذات البروج ) ، ثم ( والتين والزيتون ) ، ثم ( لإيلاف قريش ) ، ثم ( القارعة ) ، ثم ( لا اقسم بيوم القيامة ) ، ثم ( الهمزة ) ، ثم ( المرسلات ) ، ثم ( ق والقرآن ) ، ثم ( لا أقسم بهذا البلد ) ، ثم ( الطارق ) ، ثم ( اقتربت الساعة ) ، ثم ( ص والقرآن ) ، ثم ( الأعراف ) ، ثم ( الجن ) ، ثم ( يس ) ، ثم ( الفرقان ) ، ثم ( الملائكة ) ، ثم ( مريم ) ، ثم ( طه ) ، ثم ( الواقعة ) ، ثم ( الشعراء ) ، ثم ( النمل ) ، ثم ( القصص ) ، ثم ( بني إسرائيل ) ، ثم ( يونس ) ، ثم ( هود ) ، ثم ( يوسف ) ، ثم ( الحجر ) ، ثم ( الأنعام) ، ثم ( الصافات ) ثم ( لقمان ) ، ثم ( سبأ ) ، ثم ( الزمر ) ، ثم ( حم . المؤمن ) ، ثم ( حم . السجدة ) ، ثم ( حم . عسق ) ، ثم ( حم . الزخرف ) ، ثم ( حم . الدخان ) ، ثم ( حم . الجاثية ) ، ثم ( حم . الأحقاف ) ، ثم ( الذاريات ) ، ثم ( الغاشية ) ، ثم ( الكهف ) ، ثم ( النحل ) ، ثم ( نوح ) ، ثم ( إبراهيم ) ، ثم ( الأنبياء ) ، ثم ( الانبياء ) ، ثم ( المؤمنون ) ، ثم ( آلم . تنزيل ) ، ثم ( والطور ) ، ثم ( الملك ) ، ثم ( سأل سائل ) ، ثم ( عم يتساءلون ) ، ثم ( والنازعات ) ، ثم ( إذا السماء انفطرت ) ، ثم ( إذا السماء انشقت ) ، ثم الروم .
واختلفوا في آخر ما نزل بمكة ، فقال ابن عباس : ( العنكبوت ) . وقال الضحاك وعطاء : ( المؤمنون ) ، وقال مجاهد ( ويل للمطففين ) .
فهذا ترتيب ما نزل من القرآن بمكة ، وعليه استقرت الرواية من الثقات ، وهي خمس وثمانون سورة .
____________
(1) الزركشي ، البرهان : 1 |193 وما بعدها .

( 55 )


ثم ذكر ترتيب ما نزل بالمدينة ، وهو تسع وعشرون سورة :
فأول ما نزل فيها : سورة ( البقرة ) ، ثم ( الأنفال ) ، ثم ( آل عمران ) ، ثم ( الأحزاب ) ، ثم ( الممتحنة ) ، ثم ( النساء ) ، ثم ( وإذا زلزلت ) ، ثم ( الحديد ) ، ثم ( محمد ) ، ثم ( الرعد ) ، ثم ( الرحمن ) ، ثم ( هل أتى ) ، ثم ( الطلاق ) ، ثم ( لم يكن ) ، ثم ( الحشر ) ، ثم ( إذا جاء نصر الله ) ، ثم ( النور ) ، ثم ( الحج ) ، ثم ( المنافقون ) ، ثم ( المجادلة ) ، ثم ( الحجرات ) ، ثم ( يا أيها النبي لم تحرم ) ، ثم ( الصف ) ، ثم ( الجمعة ) ، ثم ( التغابن ) ، ثم ( الفتح ) ، ثم ( التوبة ) ، ثم ( المائدة ) .
ومنهم من يقدم المائدة على التوبة .
فهذا ترتيب ما نزل بالمدينة . وأما ما اختلفوا فيه : ففاتحة الكتاب ، فقال ابن عباس والضحاك ومقاتل وعطاء إنها مكية ، وقال مجاهد أنها مدنية (1) .
واختلفوا في ( ويل للمطففين ) فقال ابن عباس : مدنية ، وقال عطاء : هي آخر ما نزل بمكة .
فجميع ما نزل بمكة خمس وثمانون سورة ، وجميع ما نزل بالمدينة تسع وعشرون سورة على اختلاف الروايات (2) .
وهناك بعض السور المكية وفيها آيات مدنية ، وبالعكس ، وقد عينت من قبل الباحثين (3) .
ولعل من المفيد حقا أن نضع جدولا بحسب ترتيب السور القرآنية في المصحف الشريف ، نشير فيه إلى رقم السورة من المصحف ، ثم نذكر
____________
(1) الحق أن فاتحة الكتاب مكية لأمرين : الأول ذكرها في سورة الحجر ( ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن : العظيم ) والسبع المثاني هي الفاتحة ، لأنها تثنى في الصلاة ، وسورة الحجر مكية . الثاني : أن الصلاة شرعت في مكة ( ولا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ) . مضافا إلى أن هناك قولا أنها أول ما نزل من الوحي ( ظ : السيوطي : 2 الاتقان : 1 | 70 ) .
(2) ظ : تفصيل الاختلاف وقارن في كل من : المباني في نظم المعاني : 8 ـ 16 + السيوطي ، الاتقان : 1 | 25 ـ 37 ـ 72 ـ 74 + الزنجاني تأريخ القرآن : 49 ـ 61 .
(3) ظ : الزركشي ، البرهان : 1 | 199 .

( 56 )


اسمها المشهور ، ثم نكتب عدد آياتها ، ثم نشير إلى مكان النزول ، ثم نتتبع تأريخ النزول ، معتمدين بذلك على ترتيب المصحف الإمام ، ومحققين في المعلومات المدونة على أوثق المصادر وأثبتها ، ومن ثم نعقب في الهامش بالآيات المستثناة من السور مكية ومدنية ، إعتمادا على الروايات القائلة بذلك (1) .
على أن ما نقدمه من عرض قد لا يجد قبولا عند بعض الباحثين ، لا سيما في استثناء الآيات المكية من السور المدنية ، والآيات المدنية من السور المكية ، فقد ناقش صاحب الميزان في أغلب ذلك ، واعتبر السياق لا يساعد على جملة منها ، بل ولأدلة نظمية عليه ، وطريقته في تعيين ذلك تعتمد النظم والسياق أولا وأساسا (2) .
ومهما يكن من أمر ، فهو يتفق معنا في الأصل المشار إليه كما في الترتيب التالي :

( ترتيب سور القرآن العددي والمكاني والزماني )

رقم السورة


اسم السورة


عدد آياتها


مكان النزول


تأريخ النزول

1


الفاتحة


7


مكية


نزلت بعد المدثر (3)

2


البقرة


286


مدنية


أول سورة مدنية (4)

3


آل عمران


200


مدنية


نزلت بعد الأنفال

4


النساء


176


مدنية


نزلت بعد الممتحنة

5


المائدة


120


مدنية


نزلت بعد الفتح (5)


____________
(1) يقارن ذلك في كل من : الطبري ، جامع البيان : + الطبرسي ، مجمع البيان : + السيوطي : الاتقان : 1 | 25 ـ 37 + مقدمتان في علوم القرآن : 8 ـ 16 + الزنجاني ، تأريخ القرآن : 49 + الشرقاوي ، القرآن : المجيد : 44 .
(2) ظ : الطباطبائي ، الميزان : في أجزائه كافة .
(3) وقيل إنها مدنية عن مجاهد ، وقيل أنزلت مرتين : مرة بمكة ومرة بالمدينة ، وكونها مكية هو الأشهر ( ظ : فيما سبق ، الهامش رقم : 46 ، من هذا الفصل ) .
(4) ما عدا الآية : 281 ، فإنها نزلت بعرفات في حجة الوداع ، وهذا لا يعارض مدنيتها .
(5) ما عدا الآية : 3 ، فإنها نزلت في حجة الوداع ، وهذا لا يعارض مدنيتها .

( 57 )

رقم السورة


اسم السورة


عدد آياتها


مكان النزول


تأريخ النزول

6


الأنعام


165


مكية


نزلت بعد الحجر (1)

7


الأعراف


206


مكية


نزلت بعد ص (2)

8


الأنفال


75


مدنية


نزلت بعد البقرة (3)

9


التوبة


129


مدنية


نزلت بعد المائدة (4)

10


يونس


109


مكية


نزلت بعد الإسراء (5)

11


هود


123


مكية


نزلت بعد يونس (6)

12


يوسف


111


مكية


نزلت بعد هود (7)

13


الرعد


43


مدنية


نزلت بعد محمد

14


إبراهيم


52


مكية


نزلت بعد يوسف (Cool

15


الحجر


99


مكية


نزلت بعد يوسف (9)

16


النحل


128


مكية


نزلت بعد الكهف (10)

17


الإسراء


111


مكية


نزلت بعد القصص (11)

18


الكهف


110


مكية


نزلت بعد الغاشية (12)

19


مريم


98


مكية


نزلت بعد فاطر (1)


____________
(1) ما عدا الآيات : 20 ، 23 ، 91 ، 93 ، 114 ، 141 ، 151 ، 152 ، 153 فإنها مدنية .
(2) ما عدا الآيات : 163 ، 164 ، 165 ، 166 ، 167 ، 168 ، 169 ، 170 فإنها مدنية .
(3) ما عدا الآيات : 30 ، 31 ، 32 ، 33 ، 34 ، 35 ، 36 ، فإنها مكية .
(4) ما عدا الآيتين : 128 ، 129 ، فمكيتان .
(5) ما عدا الآيات : 40 ، 94 ، 95 ، 96 ، فإنها مدنية .
(6) ما عدا الآيات : 12 ، 17 ، 114 ، فإنها مدنية .
(7) ما عدا الآيات : 1 ، 2 ، 3 ، 7 ، فإنها مدنية .
(Cool ما عدا الآيتين : 28 ، 29 ، فمدنيتان .
(9) ما عدا الآية : 87 ، فمدنية على رواية يضعفها الكثيرون .
(10) ما عدا الآيات : 126 ، 127 ، 128 ، فإنها مدنية .
(11) ما عدا الآيات : 26 ، 32 ، 33 ، 57 ، 73 ، 74 ، 75 ، 76 ، 77 ، 78 ، 79 ، 80 ، فإنها مدنية .
(12) ما عدا الآيات : 28 ، 83 ، 84 ، 85 ، 86 ، 87 ، 88 ، 89 ، 90 ، 91 ، 92 ، 93 ، 94 ، 95 ، 96 ، 97 ، 98 ، 99 ، 100 ، 101 ، فمدنية .
(13) عدا الآيتين : 58 ، 71 ، فمدنيتان .

( 58 )

رقم السورة


اسم السورة


عدد آياتها


مكان النزول


تأريخ النزول

20


طه


135


مكية


نزلت بعد مريم (1)

21


الأنبياء


112


مكية


نزلت بعد إبراهيم

22


الحج


78


مدنية


نزلت بعد النور (2)

23


المؤمنون


118


مكية


نزلت بعد الانبياء

24


النور


64


مدنية


نزلت بعد الحشر

25


الفرقان


77


مكية


نزلت بعد يس (3)

26


الشعراء


227


مكية


نزلت بعد الواقعة (4)

27


النمل


93


مكية


نزلت بعد الشعراء

28


القصص


88


مكية


نزلت بعد النمل (5)

29


العنكبوت


69


مكية


نزلت بعد الروم (6)

30


الروم


60


مكية


نزلت بعد الانشقاق (7)

31


لقمان


34


مكية


نزلت بعد الصافات (Cool

32


السجدة


30


مكية


نزلت بعد المؤمنون (9)

33


الأحزاب


73


مدنية


نزلت بعد آل عمران

34


سبأ


54


مكية


نزلت بعد لقمان (10)

35


فاطر


45


مكية


نزلت بعد الفرقان


____________
(1) عدا الآيتين : 130 ، 131 ، فمدنيتان .
(2) ما عدا الآيات : 52 ، 53 ، 54 ، 55 ، فنزلت بين مكة والمدينة .
(3) ما عدا الآيات : 68 ، 69 ، 70 ، فإنها مدنية .
(4) ما عدا الآيات : 197 ، 224 ، 225 ، 226 ، 227 ، فإنها مدنية .
(5) ما عدا الآيات : 52 ، 53 ، 54 ، 55 ، 85 ، فنزلت بالجحفة أثناء الهجرة .
(6) ما عدا الآيات : 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 11 ، فإنها مدنية .
(7) عدا الآية : 17 ، فإنها مدنية .
(Cool ما عدا الآيات : 27 ، 28 ، 29 ، فإنها مدنية .
(9) ما عدا الآيات : 16 ، 17 ، 18 ، 19 ، 20 ، فإنها مدنية .
(10) ما عدا الآية : 6 ، فإنها مدنية .

( 59 )

رقم السورة


اسم السورة


عدد آياتها


مكان النزول


تأريخ النزول

36


يس


83


مكية


نزلت بعد الجن (1)

37


الصافات


182


مكية


نزلت بعد الانعام

38


ص


88


مكية


نزلت بعد القمر

39


الزمر


75


مكية


نزلت بعد سبأ (2)

40


المؤمن


85


مكية


نزلت بعد الزمر (3)

41


فصلت


54


مكية


نزلت بعد غافر

42


الشورى


53


مكية


نزلت بعد فصلت (4)

43


الزخرف


89


مكية


نزلت بعد الشورى (5)

44


الدخان


59


مكية


نزلت بعد الزخرف

45


الجاثية


37


مكية


نزلت بعد الدخان (6)

46


الأحقاف


35


مكية


نزلت بعد الجاثية (7)

47


محمد


38


مدنية


نزلت بعد الحديد (Cool

48


الفتح


29


مدنية


نزلت بعد الجمعة (9)

49


الحجرات


18


مدنية


نزلت بعد المجادلة

50


ق


45


مكية


نزلت بعد المرسلات (10)

51


الذاريات


60


مكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elhamel1.tk
 
نزول القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  (( فضائل القرآن وأهله العاملين ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الهامل ياســــين :: المنتدى الاسلامي :: القرآن الكريم-
انتقل الى: